الإسراف في الأكل والشرب في رمضان
ما رأيكم فيمن يكثر أنواع الطعام والحلويات في رمضان ؟
الحمد لله
الإسراف
في كل شيء مذموم ومنهي عنه ، لا سيما في الطعام والشراب ، قال الله تعالى :
( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ
الْمُسْرِفِينَ ) الأعراف/31 .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (
مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ
لُقَيْمَات يُقِمْنَ صُلْبَهُ ، فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ ، فَثُلُثٌ
لِطَعَامِهِ ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ ) رواه الترمذي
(2380) وابن ماجه (3349) . وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1939) .
والإسراف في الطعام والشراب فيه مفاسد كثيرة :
منها : أن الإنسان كلما تنعم بالطيبات في الدنيا قَلَّ نصيبه في الآخرة .
روى
الحاكم عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا
أَكْثَرُهُمْ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .
ورواه ابن أبي الدنيا وزاد : فما أكل أبو جحيفة ملءَ بطنه حتى فارق الدنيا .
صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (342) .
وقال
عمر رضي الله تعالى عنه : والله إني لو شئت لكنت من ألينكم لباسا ،
وأطيبكم طعاما ، وأرَقِّكُم عيشا ، ولكني سمعت الله عز وجل عَيَّرَ قوما
بأمر فعلوه فقال : ( أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ
الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ
الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ
وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ) الأحقاف / 20. حلية الأولياء (1/49) .
ومنها
: أن الإنسان ينشغل بذلك عن كثير من الطاعات ، كقراءة القرآن الكريم ،
والتي ينبغي أن تكون هي الشغل الشاغل للمسلم في هذا الشهر الكريم ، كما
كانت عادة السلف .
فتجد المرأة تقضي جزءاً كبيرا من النهار في إعداد الطعام ، وجزءً كبيرا من الليل في إعداد الحلويات والمشروبات .
ومنها : أن الإنسان إذا أكل كثيراً أصابه الكسل ، ونام كثيرا ، فيضيع على نفسه الأوقات .
قال سفيان الثوري رحمه الله : إذا أردت أن يصح جسمك ويقل نومك أقلل من طعامك .
ومنها : أن كثرة الأكل تورث غفلة القلب .
قيل للإمام أحمد رحمه الله : هل يجد الرجل من قلبه رِقَّةً وهو شَبع ؟ قال : ما أرى . أي : ما أرى ذلك .
والله أعلم .