ربما يبدو كلامنا هذا غريباً على العقلية النمطية؛ لكن الحقيقة تقول : إننا كلما كنا أهدأ ، كلما كنا أسرع!
أو لنقلها بلغة أهل الإدارة "كلما أعطيت لنفسك وقتاً أكثر في التفكير الهادئ ، قلّت حاجتك
للعمل المحموم ، والضغوط المستمرة ، وفوق هذا أنجزت بشكل أسرع"
إننا كثيراً ما نقوم بالعمل بشكل سريع ، ونظنّ بأننا حينها أكثر سيطرة على الوقت ؛ بيْد أننا
كثيراً ما نقضي وقتاً ليس بالقليل في تصحيح أخطاء أفرزتها السرعة والعجلة.
إن الواحد منا يظنّ أن معرفة قيمة الوقت ومحاولة استغلاله تتأتى بتسريع إيقاع الحياة ،
وهذا ليس صحيحاً ؛ وإنما استغلال الوقت يأتي من التخطيط الأمثل للاستفادة منه.
علماء وأساتذة الإدارة يخبروننا أن كل ساعة من التفكير توفّر لنا ما لا يقل عن ثلاث ساعات
من العمل، والمضحك أن معظمنا -عن جهل- يظن كي لا يضيع وقتاً أن عليه البدء في
تنفيذ الأمر بمجرد التفكير فيه ، دون الحاجة للتخطيط ؛ فالتخطيط في رأيه لا يعني سوى إهدار المزيد من الوقت.
والناظر بتأمل سيرى أن من يعمل بعجلة وتسرّع ، يقضي ما لا يقل عن نصف وقته وجهده
في تصحيح قرارات وتصرفات أخذها في عجل، وأنه لو فكّر وتمهّل قليلاً ؛ لكان خيراً له.
بقعة ضوء: ليست السرعة كلها نشاطاً.. قد يُسرع الكسلان ضيقاً بالعمل وشوقاً إلى الكسل
م ن ق و ل