لكل طفل في أرض فلسطين ولبنان
هي تلك أحلامنا ننظر لها من بعيد , فنختار لها أدق المواعيد , ونرسم لها أحلى التفاصيل ونكتب لها أ جمل التعبير.
نجسدها للواقع حقيقة لنسعد بها ولو دقيقة.
هذه أحلامنا نحدد أهدافها منذ أن كنا صغار ونسير معها حتى نصل بها إلى الاستقرار.
فما بال طفل رسم الحياة جنة خضراء وأيامها صفحة بيضاء وأحلامها سعادة وصفاء.
ولكن أحلامه تحولت إلى سراب صنعه عدو له برصاصة اخترقت قلبه الصغير.
فبكت له أشجار زيتون كان يحلم أن يغرس الكثير منها وبكت له أوراق ليمون حلم أن يعيش ويراها تكبر ويذوق من ثمرها.
وحزنت
لموته جدران المدينة وطرقاتها وساحتها التي كان يحلم أن يبني في حاراتها
بيتا يجمعه مع حبيبة تشاركه هموم الدنيا وأفراحها, ويعج بيته بأطفال يحملهم
ويحملونه.
آه أيها الطفل الصغير أحلمت أن تكون مهندسا معلما أو طبيبا
,آه أيها الطفل الصغير أما علمت أن الدنيا قد بكتك وودعت برحيلك ذلك الحلم
الكبير.
آه أيها القلم وآها أيتها الكلمات وماذا بعد ذلك؟
لو أردت أن
أكتب لباقي السنوات عن حلم طفل لعجزت الحروف عن كتابة أبسط العبارات ولظلت
أحلامه تتدفق لتخترق سدود الحاضر وتنتقل إلى أفق المستقبل.
فأقول لمن
ضاع من حياته حلم بعد أن تحققت بعض أحلامه, وجعل من الحياة مكانا لا يطاق,
ليعلم ان هناك من يتمنى أن يتحقق حلمه ولو في دنيا الحلم وبعيد عن أرض
الواقع,وأن هناك من مات حلمه ليلة موته وهو في سن يرى حلمه من بعيد