بينما عمر بن الخطاب يجلس على كرسيه في القضاء
فإذا بشابين قادمين من بعيد معهما شيخاً كبيراً
قد جاوز عمره الستين أو السبعين سنة قد أحدودب
ظهرهـ وسقط حاجباهـ على عيناهـ فقال لهما عمر بن الخطاب
ماخطبكما قالوا : إن هذا الشيخ قد قتل أبانا
فنظر عمر بن الخطاب فيه فسأله ابن الخطاب : أهذا
صحيح ؟ قال : نعم لقد لقيته في مزرعة لي فزجرته
فلم ينزجر فرميته بالحجر فسقط على رأسه فمات
قال : عمر لقد حُتم الأمر تأتي غداً لنقيم عليك الحد
فقال الشيخ أسألك بالذي رفع السموات والأرض
بأن تمهلني ثلاث ليالي لقد تركت أطفالي جوعى
فقال عمر للشابين هل نمهله ؟ قالوا : لا ثم نظر
عمر بن الخطاب في الصحابة فقال : من يكفله
ثم رفع أبي ذر يده فقال أنا أكفله قال له عمر أنت
القريب لقلبي لكن إن لم يأتي الرجل في الثلاثة
الأيام نقيم عليك الحد قال : أبي ذر هو كذلك
جاء اليوم المحتوم نودي في الصباح الصلاة جامعة
فجيء بأبي ذر فقال : أين الرجل ؟ فقال : لا أدري
فإذا بهم ينظرون من بعيد فإذا رجلٌ قادم فإذا
بهم ينظرون فإذا به ذلك الرجل فقال له عمر بن
الخطاب مالذي أتى بك ونحن لانعرف من أنت ومن
أي قبيلة ! فقال الرجل والله العظيم ياعمر لم آتي
خوفاً منك ولكن خوفا من (الذي يعلم السر وأخفى) فكبر
الجميع فقاما الشابين فقالا عفونا عنه لوجه الله
فآن الأوان أحبتي أن نخرج القلوب من التراب
لنعلقها برب الأرباب آن لنا أن نطهرها من المعاصي
لنستنشق بعدها عبير الطاعات